الإمارت رئيسا لحوكمة «الإنتربول».. نحو مستقبل أكثر عدلا وأمنا للعالم

إنجاز نوعي، تولت بموجبه الإمارات منصبا مهما جديدا بـ”الإنتربول”، المعني بمكافحة الجريمة على الصعيد الدولي، لجعل العالم أكثر أماناً.
وفازت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية برئاسة لجنة الحوكمة إحدى اللجان الرئيسية التابعة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، لتكون الإمارات أول دولة تتولى رئاسة هذه اللجنة المستحدثة التي تعمل على دراسة سبل تعزيز حوكمة المنظمة.
وحصلت المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية على نسبة 67% من مجموع أصوات الدول الأعضاء المشاركين بأعمال هذه اللجنة التي انعقدت في ليون بفرنسا بمقر الإنتربول الدولي.
كفاءات إماراتية
وبهذا الفوز أصبحت الإمارات تتولى اثنين من أهم المناصب في المنظمة الشرطية الأكبر في العالم، وهي منظمة حكومية دولية تضم في عضويتها 196 بلداً عضواً، مهمتها مساعدة أجهزة الشرطة في جميع هذه الدول على العمل معاً لجعل العالم مكاناً أكثر أمنا وأمانا، وهما:
– منصب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول” الذي يتولاه اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية الإماراتية، بعد فوزه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، ليصبح أول شخصية عربية تتولى المنصب الرفيع.
– منصب رئيس لجنة الحوكمة بـ”الانتربول”، التي تتولاه المقدم دانة حميد المرزوقي، مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية، لتكون الإمارات أول دولة تتولى رئاسة هذه اللجنة المستحدثة.
لجنة الحوكمة.. مهام كبيرة
يكتسب منصب رئيس لجنة الحوكمة بالإنتربول أهمية خاصة نتيجة طبيعة المهام الموكلة إلى اللجنة.
وتعد هذه اللجنة من اللجان الفنية الرئيسية في هيكلية الإنتربول الدولي وتضطلع بعدد من المهام الحيوية التي تسهم في إنجاح عمل المنظمة الشرطية الأكبر في العالم، وتُعدّ المرجع الرئيسي لإدارة المنظمة الدولية في مجال الحوكمة.
وقد اتخذت الدورة الـ 92 للجمعية العامة للإنتربول، التي عقدت في غلاسكو، أواخر عام 2024، قرارا بإنشاء لجنة الحوكمة بعد أن كانت صفتها فريقا فنيا معنيا بالحوكمة وأصبحت لجنة دائمة تابعة للجمعية العامة وتعد بذلك الإمارات أول دولة تتولى رئاسة هذه اللجنة التي تتولى مسؤولية دراسة سبل تعزيز حوكمة المنظمة.
وفي إطار ولايتها، تقوم اللجنة بما يلي:
– مراجعة النظام الأساسي للإنتربول واللوائح العامة وملحقاتها.
– تقديم المشورة إلى الجمعية العامة بشأن مقترحات تعديل النظام الأساسي للإنتربول أو اللوائح العامة، أو أي مقترح يتعلق بتفسير النظام الأساسي للإنتربول واللوائح العامة وملحقاتهما.
– وضع الأطر القانونية والدستورية لعمل منظمة الإنتربول.
– عدد من المهام الأخرى التي توكل إليها.
وتتولى الإمارات بصفتها رئيس اللجنة لمدة عامين قيادة المناقشات وتسهيل اتخاذ القرارات داخل اللجنة وتمثيل اللجنة في تقديم التقارير إلى الجمعية العامة واللجنة الدائمة والتنسيق بين الدول الأعضاء وغيرها في سبيل إنجاح عمل اللجنة وبالتالي الاسهام في دعم جهود منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”.
وتضم اللجنة في عضويتها خبراء رفيعي المستوى في شؤون الحوكمة والقانون الدولي العام، ممثلين للدول الأعضاء في اللجنة، بما يضمن مشاركة واسعة وشاملة.
وتدعم الحوكمة الرشيدة جهود تعزيز التطور السليم وأداء المنظمة ولجانها وأعضائها وضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية
دلائل مهمة
فوز الإمارات بالمنصب الجديد في منظمة الانتربول يحمل العديد من الدلالات المهمة، من أبرزها:
– التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات.
– الثقة الدولية المتزايدة في كفاءات الإمارات الأمنية.
– الثقة الدولية في قدرات الإمارات على تعزيز التعاون الأمني الدولي.
وأطلقت الإمارات العديد من المبادرات الرائدة لتعزيز التعاون الأمني الدولي من أبرزها، وتحولت القمة الشرطية العالمية التي تستضيفها الإمارات سنويا منذ عام 2022، والتي أضحت منصة دولية شاملة لمناقشة التحديات العالمية لمواجهة الجريمة، وتعد أحد المبادرات الإماراتية الرائدة لتعزيز التعاون الأمني الدولي.
وتستضيف دبي بعد نحو شهر، أعمال القمة الشرطية العالمية بدورتها الرابعة خلال الفترة من 13 إلى 15 مايو / أيار القادم تحت شعار “تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي”، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وتجمع القمة قادة الشرطة ووكالات إنفاذ القانون والخبراء المتخصصين في القطاعين الشرطي والأمني في مكان واحد، مع خبراء في قطاعات أخرى ذات صلة، للتباحث والتعاون وتبادل الخبرات، وتحقيق التكامل في الجهود والأهداف،وصولا إلى مجتمعات أكثر أمنا وأمانا.
وتحرص وزارة الداخلية بقيادة الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات على التصدي للجريمة المُنظمة العابرة للحدود بكل أشكالها، وتعمل بشكل متواصل على مد جسور التعاون والتنسيق مع أجهزة إنفاذ القانون في مختلف أنحاء العالم، من أجل تحقيق هذا الهدف، في إطار بناء منظومة أمنية عالمية قوية، تقوم على أساس التعاون في مكافحة الجريمة بكافة أشكالها، وتبادل الخبرات والتجارب الأمنية الناجحة بما يعزز أمن وأمان المجتمعات حول العالم.
وتوج هذا التعاون الأمني بالعديد من الإنجازات، كان من بينها إلقاء شرطة دبي ديسمبر/ كانون الأول الماضي القبض على عثمان البلوطي – بلجيكي الجنسية – والذي يُعد أحد أبرز المطلوبين دولياً للسلطات البلجيكية، والصادر بحقه نشرة دولية حمراء، والمُدرج على قوائم منظمة الشرطة الدولية الجنائية “الإنتربول”، ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون “اليوروبول”، لتورطه في الجريمة المُنظمة العابرة للحدود الدولية، والاتجار بالمخدرات.
جاءت تلك الخطوة بعد أقل من شهر من إلقاء شرطة بي القبض على وليم بيريرا روجاتو”، برازيلي الجنسية، المدرج على قوائم النشرة الحمراء لمنظمة الشرطة الدولية “الإنتربول”، لتورطه بعمليات احتيال في بلاده.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أشاد ديك شوف رئيس وزراء هولندا بجهود دولة الإمارات وتعاونها الأمني في مكافحة الجريمة المُنظمة العابرة للحدود الدولية، وذلك عقب تسلم السلطات الأمنية الهولندية من شرطة دبي المطلوب لديها “فيصل تاغي”، مُعرباً عن سعادته وتقديره للعلاقات الثنائية المُشتركة بين الجانبين.
وأعلنت القيادة العامة لشرطة دبي عن إلقائها القبض على “فيصل تاغي” عقب صدور مُذكرة قبض دولية بحقّه بتهمة جرائم الاتجار بالمخدرات، وغسل الأموال، والاتجار بالبشر، وإدارة منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية، وذلك بفضل التعاون المُثمر مع كلّ من الشّرطة الهولندية والإنتربول.
رغبة الدولية في استثمار النجاح الأمني الإماراتي
وعززت دولة الإمارات مكانتها واحدة من أكثر الدول استقراراً وجاذبية للعيش والعمل بعدما احتلت المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمان العالمي وفقاً لتقرير موقع الإحصاءات العالمي “نومبيو” لعام 2025.
وسجلت الإمارات درجة أمان بلغت 84.5 من أصل 100 نقطة، ما يعكس جهودها المستمرة في تعزيز الأمن والاستقرار لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ ريادتها العالمية.
يعتمد تقرير “نومبيو” على معايير عدة لقياس مستوى الأمان، من بينها معدلات الجريمة، والسلامة العامة، وجودة الخدمات الأمنية، إضافة إلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وتفوقت الإمارات على العديد من الدول المتقدمة بفضل سياساتها الفعالة في تطبيق القانون واستخدام أحدث التقنيات في تعزيز الأمن، فضلاً عن الاستثمار في البنية التحتية الذكية التي تساهم في تحقيق بيئة آمنة للجميع.
ثقة دولية
وحول دلالة فوز دولة الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية برئاسة لجنة الحوكمة، قال الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات في تدوينة عبر حسابه في موقع “إكس”: ” الثقة الدولية العميقة بمصداقية دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة في مجالات التعاون الدولي الأمني أدت إلى فوز الدولة برئاسة لجنة الحوكمة الدائمة في منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) بنسبة 67% من مجموع أصوات الدول الأعضاء المشاركين في مدينة ليون بجمهورية فرنسا الصديقة”.
وتابع “هذه اللجنة ستضع الأطر القانونية والدستورية لعمل منظمة الإنتربول، والفوز النوعي في رئاستها جاء ليؤكد بأن الإمارات صوتٌ مسموع وشريكٌ موثوق في رسم مستقبلٍ أكثر عدلاً وأمناً للعالم”.
وأضاف “نبارك للمقدم دانة حميد المرزوقي هذا الإنجاز متمنين لها التوفيق والسداد”.
نموذج ملهم
وتعد المقدم دانة حميد المرزوقي، مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية من الكفاءات الأمنية البارزة في دولة الإمارات، ولعتب دورا مهما في مجال تعزيز التعاون الأمني من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية.
وكانت المقدم دانة حميد المرزوقي أحد أعضاء وفد دولة الإمارات إلى الدورة التاسعة والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في أبريل/ نيسان الجاري.
كما سبق أن شاركت في العديد من الفعاليات الدولية المهمة من بينها المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة للأمم المتحدة في نيويورك يوليو/ تموز الماضي.
وأكدت المقدم دانة حميد المرزوقي في كلمتها خلال المنتدى حرص حكومة دولة الإمارات على مواصلة رفع وتعزيز مستويات الأمن والسلام العالميين عبر مؤسسات إنفاذ القانون، واستراتيجيات الأمن الوطني، وتحديث المنظومة التشريعية بما يتماشى مع المتطلبات المتنامية للمجتمعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم.
وأكدت خلال مداخلتها في جلسة حول الهدف السادس عشر المعني بتعزيز السلام والعدل والمؤسسات القوية وعلاقته المتداخلة مع باقي أهداف التنمية المستدامة، أن هناك حاجة إلى مزيد من التعاون الشرطي على المستوى الدولي، ووجهت دعوة للانضمام في التعاون من أجل عالم أكثر أماناً.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز