ماهر فرغلي: الجماعة الإرهابية تسعى لضرب أساسات الدول سياسيا ومجتمعيا

أكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم القوى الناعمة كوسيلة جديدة لإحداث الإيلام السياسي للدول، بدلاً من المواجهة المباشرة، مؤكدًا أن خطة التنظيم الدولي للإخوان ترتكز على التسرب البطيء لضرب الأساسات السياسية والمجتمعية من الداخل.
وقال فرغلي، خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد إن خطة الإخوان التي وُضعت في مركز الدراسات الدولي التابع لهم في بيروت عام 2000، وأُعيد تفعيلها بعد 30 يونيو، تعتمد على حروب القوى الناعمة من خلال الإعلام، والتسويق السياسي، واختراق المجتمعات.
ووصف فرغلي هذه الاستراتيجية بـنظرية المياه الجوفية التي تعمل على إضعاف البناء من تحت دون أن تُحدث ضجيجًا ظاهرًا ، مشيرا إلى أن ما حدث في غزة يوم 7 أكتوبر يحمل بين طياته بعدًا استراتيجيًا لدى جماعة الإخوان، ويُعد محاولة لإعادة إنتاج الربيع العربي عبر بوابة القضية الفلسطينية، موضحًا أن بعض الفصائل المشاركة في الأحداث تنتمي بشكل مباشر إلى التنظيم.
وأوضح فرغلي أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان عقد مئات الاجتماعات منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى لمناقشة سبل استثمارها سياسيًا في إشعال الشارع العربي، وتحويل التضامن مع غزة إلى حالة من الغضب ضد الأنظمة القائمة، عبر خطاب يُخوّن الحكومات ويُخرجها من دائرة الوطنية.
وأضاف أن الهدف الرئيسي هو تأليب الرأي العام وإشعال التظاهرات بزعم تحرير القدس، وهو الشعار الذي يستخدم كغطاء سياسي للعودة إلى السلطة. وقال: كتبت في بداية الأحداث مقالًا بعنوان عودة الربيع العربي عن طريق الطوفان، وهو ما يحدث حرفيًا الآن.
وأكد فرغلي أن الجماعة تعمل على إحباط كل محاولات التهدئة في غزة، وتروج لفكرة أن الأنظمة العربية عميلة، بينما تتجاهل جهود دول كبرى مثل مصر التي قدمت مساعدات إنسانية ضخمة، وفتحت مستشفياتها للجرحى الفلسطينيين، وأفرجت عن عدد من السجناء الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبد، في وقت استثمر فيه الإخوان الأزمة للتحريض لا للمساعدة.