كنز طاقة في البطن.. اكتشاف كائنات منتجة للميثان في الأمعاء

من كان يظن أن أمعاءنا تخفي مصدر طاقة طبيعي يُشبه الغاز المستخدم في الطهي وتوليد الكهرباء؟
في اكتشاف علمي مثير، توصل علماء الأحياء الدقيقة إلى اكتشاف نوعين جديدين من الكائنات الدقيقة التي تعيش في أمعاء الإنسان وتنتج غاز الميثان، أحد أبرز مصادر الطاقة على كوكب الأرض، وفقًا لدراسة دولية حديثة.
الباحثون من جامعة الطب في غراتس (النمسا)، والمجموعة الألمانية لحفظ الكائنات الدقيقة، وجامعة إلينوي الأمريكية، تمكنوا من عزل نوع جديد بالكامل يُدعى “ميثانوبريفيباكتر إنستيني” ، إلى جانب سلالة غير معتادة من نوع معروف اسمه “جراز-2”.
سكان الأمعاء المنسيون
هذه الكائنات الغريبة تُسمى العتائق، وهي ليست بكتيريا ولا فيروسات، بل نوع خاص من الكائنات الدقيقة التي كانت معروفة سابقا بعيشها في البيئات المتطرفة مثل الينابيع الحارة والبحيرات المالحة. لكن المفاجأة أنها كانت موجودة منذ زمن في أمعائنا، دون أن نُدرك وجودها.
وتتميز هذه الكائنات بقدرتها على إنتاج الميثان من مواد بسيطة مثل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، أي أنها تلعب دورا مهما في عمليات الهضم وإنتاج الغازات.
والنوع الجديد “ميثانوبريفيباكتر إنستيني” لا يكتفي بإنتاج الميثان، بل يُنتج أيضا حمض السكسينيك، وهو مركب يرتبط بعمليات الالتهاب في الجسم. أما السلالة الثانية “جراز-2″، فهي تُنتج حمض الفورميك، الذي قد يغير توازن الكائنات الدقيقة الأخرى في الأمعاء.
ثورة في أبحاث الميكروبيوم
وتقول البروفيسورة كريستين مويسل-آيشنغر، من جامعة الطب في غراتس “العتائق كانت منسية لسنوات طويلة، رغم أنها قد تكون لاعبة أساسية في صحة الأمعاء والجهاز الهضمي وحتى في تطور بعض الأمراض”.
بفضل أساليب حديثة مثل الزراعة في بيئة خالية من الأوكسجين، المجهر الإلكتروني، وتقنيات تحليل الحمض النووي، تمكن الباحثون من عزل هذه الكائنات ودراستها بدقة للمرة الأولى.

وهذا الاكتشاف لا يفتح فقط بابا لفهم أعمق لبيئة الأمعاء البشرية، بل يمهد الطريق لأبحاث مستقبلية في الطب الشخصي، حيث يمكن تعديل تركيبة الميكروبيوم لعلاج أمراض معينة، وربما يومًا ما، سنجد وسيلة للاستفادة من تلك “الانبعاثات الداخلية” كمصدر طاقة صديق للبيئة،أو على الأقل نفهم لماذا تحدث ومتى.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز