نجم يغازل الكاميرات.. كاش باتيل يكسر تقاليد الـ«إف بي آي»

في مشهدٍ يعكس تحولًا جذريًّا عن النهج التقليدي لمدراء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، يبرز كاش باتيل كشخصيةٍ تخلط بين الإصلاح الداخلي والظهور الإعلامي الواسع.
منذ تعيينه في يناير/كانون الثاني 2024، حوّل باتيل المنصب الذي طالما ارتبط بالعمل السري والحياد السياسي إلى منصةٍ للظهور الإعلامي، مستخدمًا فعاليات رياضية وحسابات التواصل الاجتماعي لتأكيد حضور المؤسسة في الحياة العامة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
الوجه الإعلامي الجديد: من الصورة السرية إلى نجومية العلن
لم يعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ذلك الرجل الخفي الذي يعمل من خلف الكواليس، بل تحوّل تحت قيادة باتيل إلى شخصية عامة تشارك في الفعاليات وتلتقط الصور مع النجوم.
ويعكس حضورُه نزالات الـUFC ومباريات الهوكي، وارتداء كاش باتيل النظارات الشمسية كعلامةٍ مميزة، تفاصيل سعيه لربط المؤسسة بالثقافة الشعبية.
وهذا النهج يختلف جذريًّا عن مدراء سابقين مثل روبرت مولر، الذي عُرف بتحفظه، أو جيمس كومي، الذي اقتصر ظهوره على القضايا الأمنية المصيرية.
إصلاحات داخلية سريعة.. وانتقادات بـ”التسرع”
خلال 3 أشهر فقط، أطلق باتيل سلسلة إصلاحات طموحة شملت إعادة نشر العملاء من المكاتب الإقليمية إلى الميدان، واستبدال كبار المسؤولين بموالين له، وإلغاء تقارير إدارية أرساها سابقوه. كما عيّن نائبًا من خارج صفوف العملاء للمرة الأولى في تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي، مخالفًا التقاليد المتبعة.
لكن هذه التغييرات واجهت شكوكًا من داخل المؤسسة، حيث وصفها عملاء سابقون بأنها “غير مكتملة الدراسات”، وانتقدوا تعييناتٍ اعتبروها محاباةً لشبكة باتيل الشخصية.
تشابه مثير مع هوفر.. هل التاريخ يعيد نفسه؟
ودائما ما يشبه الأمريكيون باتيل بالمؤسس الأسطوري لمكتب التحقيقات الفيدرالي إدغار هوفر، ليس فقط لكونه الأصغر سنًّا منذ تعيين الأخير عام 1924، بل أيضًا لنهجه في إدارة المؤسسة كإمبراطورية شخصية.
فكِلا الرجلين يعشق الظهور في الأندية الفاخرة (هوفر في “ستوك كلوب” بنيويورك، وباتيل في “بوتل روم” بلاس فيغاس)، ويرتبطان بعلاقات مع نجوم المجتمع.
لكن الفارق هو أن هوفر حافظ على هالة من الغموض رغم نزعته الاستعراضية، بينما يتحرك باتيل وكأن الكاميرات تُتابعه في كل خطوة.
جدل الطائرات الحكومية: بين الضرورة الأمنية والترفيه الشخصي
أثار استخدام باتيل لطائرات مكتب التحقيقات الفيدرالي في رحلاتٍ إلى ناشفيل (مسقط رأس صديقته) انتقادات حول إمكانية استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصية.
ورغم سماح اللوائح للمدير باستخدام الطائرة مقابل تعويض تكلفة التذكرة التجارية، يشير تقريرٌ سري لوزارة العدل إلى أن تكلفة تشغيل طائرة “غولف ستريم” تفوق 20 ضعف سعر التذكرة العادية.
هذا الجدل يُذكّر بفضيحة سابقة لمدير المكتب كريستوفر راي، الذي استقال عام 2017 بعد اتهامات بإنفاق مليون دولار على رحلات سفر فاخرة.
تكتيكات التواصل: بين الترويج للنجاحات ومهاجمة الخصوم
يحوّل باتيل منصات التواصل الاجتماعي إلى أداةٍ لإدارة الصراعات. فبينما ينشر بشكلٍ دوري إحصائياتٍ عن نجاحات المكتب في مكافحة الجريمة، يُهاجم وسائل إعلام مثل صحيفة “نيويورك تايمز” بتهمة “التغطية المتحيزة”.
وفي مارس/آذار 2024، نشر فيديو دعائيًا لوحدة إنقاذ الرهائن ظهر فيه مرتديًا الزي التكتيكي، وسط موسيقى روك صاخبة، وهو ما وصفه نقّاد بأنه “استعراضٌ يليق بفيلم أكشن وليس مؤسسة أمنية”.
رغم الإشادة بتحقيقات باتيل الناجحة ضد شبكات المخدرات، يرى مراقبون أن إدارته تفتقر إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى. فزيادة الظهور الإعلامي قد تُكسبه شعبيةً سريعة، لكنها تعرّض المؤسسة لخطر الاستقطاب السياسي، خاصة مع اقترابه الواضح من الرئيس ترامب.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز