تقنية

«نيميسيس».. سلاح أمريكي يربك حسابات بكين في المحيط الهادئ


تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز قدراتها في مواجهة النفوذ المتزايد للصين في المحيط الهادئ عبر نظام صاروخي جديد.

ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، يجري تثبيت النظام الجديد، الذي يُطلق عليه اسم «نيميسيس» (Nemesis)، وهو نظام اعتراض بحري استكشافي مضاد للسفن، على شاحنة ويتم التحكم فيه عن بُعد.

ووصلت هذه المنظومة إلى جزيرة باتان النائية في الفلبين، الواقعة على بعد 120 ميلًا جنوب تايوان، في خطوة تمثل اختبارًا مهمًا ضمن جهود إعادة هيكلة مشاة البحرية الأمريكية لتجهيز قوة استجابة سريعة تحاكي سيناريوهات الصراع المحتملة مع الصين في مناطق استراتيجية شديدة التوتر.

يُعد نظام «نيميسيس» جزءًا أساسيًا من استراتيجية واشنطن للرد على التفوق البحري الصيني، الذي تحقق خلال السنوات الماضية، حيث بنت بكين أضخم قوة بحرية في العالم، مع ترسانة صاروخية ضخمة تهدف إلى فرض مناطق حظر على خصومها في المحيط الهادئ.

ويعمل النظام على استغلال المواقع الجغرافية الضيقة مثل جزيرة باتان لرفع تكلفة دخول السفن الحربية الصينية إلى المنطقة، عبر إطلاق صواريخ Naval Strike Missiles النرويجية الصنع، التي تطير بمحاذاة سطح الماء لمسافات تصل إلى 115 ميلاً، وتتميز بقدرتها على تعقب الأهداف المتحركة وتدميرها بدقة عالية.

ويجري تشغيل النظام من قبل جنود مشاة البحرية عن بُعد، حيث تُحمل الصواريخ على مركبة غير مأهولة، ويتم التحكم فيها عبر مركبتي دعم بعيدتين، مما يحافظ على سلامة المشغلين ويصعب من مهمة اكتشاف منصات الإطلاق مقارنة بالبحر المفتوح.

ويؤكد الكولونيل جون لاهين، قائد وحدة مشاة البحرية في هاواي، أن وجود نيميسيس على جزر استراتيجية يعقد حسابات الخصوم ويجعلهم يأخذون تهديده بعين الاعتبار لكل سفينة تدخل نطاقه، مشيرًا إلى صعوبة العثور على النظام بمجرد تثبيته على الأرض وقدرته على التحرك.

ويمتاز «نيميسيس» بقدرات مضادة للسفن تفوق أنظمة صواريخ برية أخرى مثل «هيمارس»، التي أثرت بشكل كبير في النزاعات مثل أوكرانيا، لكنها تواجه تحديات في إصابة الأهداف البحرية المتحركة.

ويصف روميل أونغ، نائب قائد البحرية الفلبينية السابق، وجود «نيميسيس» في جزر غرب المحيط الهادئ بأنه يشبه لعبة «إخفاء الكرات»، حيث يخلق شعورًا بعدم اليقين لدى الخصوم، مما يشكّل رادعًا فعالًا بحد ذاته.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة تحديث واسعة لقوات البحرية الأمريكية، تهدف إلى زيادة مرونة القوات وقدرتها على التحرك والرد حتى بعد بدء الصراع.

منظومة «نيميسيس»

وتُعد الفلبين، كأقدم حليف للولايات المتحدة في آسيا، موقعًا استراتيجيًا مهمًا في هذا التوجّه، خاصة بعد منحها حق الوصول إلى قواعد عسكرية إضافية تسمح للجيش الأمريكي ببناء منشآت وتخزين معدات وتوفير خدمات دعم للطائرات والسفن.

ونظرًا لعدم وجود قوات أمريكية دائمة في الفلبين، تعتمد واشنطن على نقل المقاتلين والأسلحة جوًّا إلى جزر صغيرة يصعب الوصول إليها وتكون تحت تهديد نيران العدو.

لكن التدريبات المكثفة المستمرة طوال العام تحسّن التنسيق مع القوات الفلبينية، وتتيح للمارينز التعرّف على تضاريس المحيط الهادئ واستخدامها كغطاء أثناء العمليات.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى