عداء ترامب وماسك.. 8 جبهات محتملة لتبادل الضربات

في مشهد درامي من التصعيد السياسي والشخصي، شهدت العلاقة المتوترة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، انفجارًا.
جاء ذلك بعد سجال ناري هدد خلاله الأول بتجريد الأخير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة، ليرد ترامب بتهديد بإلغاء عقود حكومية مع شركات ماسك، وعليه اقترح الأخير عزل ترامب، لتتحول صداقتهما إلى نزاع أشعل منصات التواصل الاجتماعي.
وتبادل الرجلان بعد ذلك الإهانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر بماسك إلى حد نشر منشور قال فيه — من دون أي دليل — إن اسم ترامب وارد في وثائق حكومية بشأن الملياردير جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية.
وأدى هذا إلى تمزق تحالف كان هشًا بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذًا في العالم، وحال استمرت هذه القطيعة، أو أخذت منحىً أكثر حدة، فقد تكون لها تداعيات سياسية ومالية واسعة النطاق.
ووفق صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن هناك 8 طرق محتملة يمكن لكل منهما من خلالها إلحاق الأذى بالآخر:
أولًا: كيف يمكن لماسك أن يُؤذي ترامب؟
1. استثمار ثروته لمحاربة ترامب وحلفائه:
بعد أن أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم حملة ترامب، يمتلك ماسك القدرة على قلب الطاولة عبر تمويل حملات مضادة تستهدف الجمهوريين.
وفي مؤشر واضح على تغيّر مزاجه، وصف ماسك مشروع ترامب للسياسة الداخلية بأنه «فظاعة مقززة»، وشنّ هجومًا مباشرًا على قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس عبر منصته «إكس» (X).
كما أنه قد يمتنع عن سداد الدفعة المتبقية من تعهده المالي لترامب، والتي تصل إلى 100 مليون دولار.
2. تسخير منصته الإعلامية كأداة ضغط:
ومساء الخميس، أطلق ماسك استطلاعًا على «إكس» تساءل فيه: «هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد يمثل فعليًا 80% من الوسط؟» — وأجاب نحو مليوني مشارك، صوّت أكثر من 80% منهم بـ«نعم». كما أيّد في تعليق ضمني منشورًا يدعو إلى عزل ترامب، مكتفيًا بالرد بكلمة: «نعم».
3. الزجّ بترامب في فضائح حساسة:
في خطوة تنذر بتصعيد خطير، زعم ماسك، من دون تقديم أدلة، أن إدارة ترامب تعمّدت التباطؤ في نشر وثائق تتعلق بجيفري إبستين بسبب ورود اسم ترامب فيها.
وقال في منشور له: «ضعوا هذا المنشور في الحسبان. الحقيقة ستظهر». وقد تلقف ديمقراطيو الكونغرس هذا الادعاء فورًا.
4. شلّ مشاريع حيوية مرتبطة بالحكومة:
كتب ماسك أنه يعتزم «فورًا» وقف عمل مركبة «دراجون» التابعة لشركة «سبيس إكس»، والتي تُستخدم لنقل رواد الفضاء والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية.
هذا التهديد أثار ردّ فعل غاضب من ستيف بانون، حليف ترامب، الذي دعا إلى إصدار أمر تنفيذي لمصادرة «سبيس إكس».
وبعد موجة ردود الأفعال، قال ماسك لاحقًا: «نصيحة جيدة.. لن نوقف تشغيل دراجون».
ثانيًا: كيف يمكن لترامب أن يردّ الضربة بماسك؟
1. إلغاء العقود الحكومية مع شركاته:
على منصته «تروث سوشيال»، ألمح ترامب إلى إمكانية إلغاء العقود الفيدرالية الممنوحة لشركات ماسك، مثل «تسلا» و«سبيس إكس»، معتبرًا ذلك «أسهل طريقة لتوفير المال من الميزانية».
وتبلغ قيمة هذه العقود نحو 3 مليارات دولار، موزعة على 17 وكالة حكومية.
2. فتح ملفات حساسة تتعلق بوضعه القانوني وتعاطيه المخدرات:
دعا بانون إلى فتح تحقيق رسمي في الوضع القانوني لماسك كمهاجر، مشكّكًا في شرعية جنسيته الأمريكية رغم حصوله عليها بالتجنس.
كما طالب بالتحقيق في تقارير تتعلق بتعاطيه للمخدرات وسعيه المزعوم للاطلاع على معلومات عسكرية سرية تتعلق بالصين.
3. تعليق أو سحب تصريحه الأمني:
من بين الخيارات المطروحة أمام ترامب، سحب التصريح الأمني الذي يحمله ماسك بحكم العقود التي تربطه بوكالات مثل «ناسا».
خطوة كهذه من شأنها أن تعرقل عمل «سبيس إكس» وتقيّد قدرة ماسك على مواصلة مشاريعه الفضائية المرتبطة بالحكومة.
4. تسخير صلاحياته الرئاسية ضده:
يملك ترامب أدوات تنفيذية واسعة، يمكنه من خلالها إصدار أوامر لإحباط مشاريع ماسك، أو الدفع باتجاه فتح تحقيقات فيدرالية ضده.
ومن بين تلك المشاريع المستهدفة «وزارة كفاءة الحكومة» التي يتبناها ماسك، فضلًا عن تقاربه المُعلن مع بعض جماعات البيض في جنوب أفريقيا، وهي نقطة حساسة قد يستغلها خصومه السياسيون.
تصعيد بلا سقف
ويبدو أن العداء المتصاعد بين ترامب وماسك لا يبدو أنه سيقف عند تبادل الاتهامات، بل يأخذ شكل معركة مفتوحة قد تمتد إلى ساحات السياسة والاقتصاد، وربما القضاء.
وفيما يبقى الطرفان من أكثر الفاعلين تأثيرًا في المشهد الأمريكي، فإن استمرار هذا الصدام يهدد بتقويض تحالفات يمينية، وتعطيل مشاريع تكنولوجية حيوية، وزعزعة توازنات في قلب المشهد السياسي.
وقد تكون الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، لكن المؤكد أن خطوط الرجعة تضيق، والمواجهة تتجه نحو ما هو أبعد من مجرد خلاف شخصي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز