تقنية

قرية المبرمجين.. «سيليكون فالي» صيني يتشكل بهدوء


قال تقرير نشرته صحيفة نيويوك تايمز إن مجتمعا ناشئا من مطوري الذكاء الاصطناعي ورواد الأعمال الشباب يتشكل في ضاحية صينية.

قال تقرير نشرته صحيفة «نيويوك تايمز» إن مجتمعاً ناشئاً من مطوري الذكاء الاصطناعي ورواد الأعمال الشباب يتشكل في ضاحية  صينية. ويحدث ذلك بدعم حكومي وتقنيات مفتوحة المصدر من شركات كبرى مثل علي بابا وديب سيك، بما يحول المنطقة إلى وادي سيليكون صيني، رغم التحديات المتعلقة بالتمويل والتكنولوجيا والعلاقات الدولية.

وأوضح التقرير أن ثمة حركة صاعدة في منطقة ليانغتشو بهانغتشو الصينية وهيمنطقة أصبحت القلب النابض للثورة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتتميز المنطقة بانخفاض الإيجارات وقربها من شركات تقنية عملاقة مثل “علي بابا” و”ديب سيك”، مما جعلها نقطة جذب جديدة لرواد الأعمال والمطورين الشباب، التي باتت مركزًا ناشئًا للذكاء الاصطناعي في الصين، مستفيدة من انخفاض الإيجارات وقربها من عمالقة التكنولوجيا كـ”علي بابا” و”ديب سيك”.

ونقل التقرير عن فيليكس تاو،  36 عاماً، وهو مهندس سابق في “فيسبوك” و”علي بابا”: “الناس يأتون إلى هنا لاستكشاف إمكانياتهم”. وقد شارك تاو في تأسيس مختبر الذكاء الاصطناعي في علي بابا، ثم تركه عام 2022 ليؤسس شركته الناشئة الخاصة “مايندفيرس”. ومنذ ذلك الحين، أصبح منزله مركزًا لمجتمع من المبرمجين في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، يطلقون على أنفسهم لقب “القرويين”، حيث يعملون في المقاهي نهارًا، ويلعبون الألعاب الإلكترونية ليلاً، وجميعهم يتشاركون حلم بناء شركاتهم الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

واحة للابتكار

وهانغتشو ليست غريبة عن الابتكار؛ فهي مهد شركات كبرى مثل “علي بابا” و”هيكفيجن”. وشهدت المدينة قفزة جديدة بعد أن أطلقت “ديب سيك” نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر بمستوى عالمي، ما أتاح للشركات الناشئة أدوات قوية بكلفة منخفضة.

هذا النمو لم يأتِ من فراغ؛ فقبل عقد من الزمن بدأت الحكومة المحلية بتقديم دعم مالي وإعفاءات ضريبية، ما شجّع تأسيس مئات الشركات. ويقصدها الآن شباب من مدن كبرى مثل بكين وشنغهاي للعثور على فرص وفرق عمل.

وترتبط هذه النهضة ارتباطًا وثيقًا بجامعة تشجيانغ العريقة، حيث تخرّج كثير من رواد الأعمال هناك، ومنهم تاو ومؤسس “ديب سيك”. 

وتضم هانغتشو حاليًا ست شركات بارزة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات تُعرف بـ”نمور هانغتشو الستة”، منها “غايم ساينس” التي أصدرت لعبة “أسطورة ووكونغ”، و”يوني تري” التي صمّمت روبوتات راقصة ظهرت في حفل تلفزيوني شهير.

وأحد أكبر التحديات هو نقص شرائح المعالجة المتقدمة التي تشغّل نماذج الذكاء الاصطناعي، بعد القيود الأمريكية على بيعها للصين. وتحاول شركات مثل “هواوي” تطوير بدائل محلية، لكنها حتى الآن تلبي حاجات السوق الداخلي فقط، دون وضوح حول قدرتها على المنافسة عالميًا.

ورغم كل العقبات، يواصل المبرمجون في هانغتشو العمل بإصرار، مدفوعين بفكرة الذكاء الاصطناعي “الوكيل” — أنظمة مستقلة تنفذ مهامًا وتفكر ذاتيًا. مثال على ذلك تطبيق طوّره تشيان روي يتفاعل مع مشاعر الشباب مستخدمًا أدوات من ديب سيك وعلي بابا.

أما “مايندفيرس”، شركة تاو، فتطوّر مساعدًا ذكيًا يساعد المستخدمين على تنظيم حياتهم، عبر تذكيرهم بلحظات مهمة أو تشجيع زملائهم برسائل إيجابية. يقول تاو: “لا أريده أن ينفذ المهام فقط، بل أن يترك لك مساحة ذهنية للراحة.”

ووفقا لتقرير “نيويورك تايمز”، فإن الهدوء الطبيعي في ليانغتشو، المطل على البحيرات التي ألهمت شعراء الصين، يُعد عاملًا محفزًا للإبداع. ويقول لين يوانلين، مؤسس “زيبور”، أن مشروعه هو “برمجة بالإحساس”، حيث يُمكن لأي شخص بناء تطبيق دون خبرة برمجية، فقط بتحديد الشعور أو الهدف.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى