تقنية

في أول زيارة آسيوية.. روبيو بين نار بوتين وظلال رسوم ترامب


في أول جولة له إلى آسيا منذ تولّيه منصبه، يجد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو نفسه محاصرًا بين روسيا والحلفاء الآسيان.

إذا تتزامن زيارته مع تصعيد عسكري روسي غير مسبوق ضد أوكرانيا، وضغوط سياسية واقتصادية متزايدة من شركاء الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا، بسبب السياسات التجارية لإدارة ترامب.

وبين لقاء مرتقب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كوالالمبور، وغضب آسيوي من الرسوم الجمركية الأمريكية، تبدو مهمة روبيو مزدوجة، بين تهدئة الجبهة الشرقية، ومحاولة ترميم الثقة التي تآكلت في علاقات واشنطن مع حلفائها في آسيا، بحسب فرانس برس.

لقاء روبيو ولافروف

وأعلن مسؤول أمريكي رفيع أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء الخميس في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وذلك على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان».

ويأتي هذا اللقاء المرتقب في وقت تشن فيه روسيا أعنف هجماتها الجوية على أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، مستخدمة الطائرات المسيّرة والصواريخ بكثافة غير مسبوقة، بحسب ما أعلنت كييف.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن اللقاء سيتم داخل مركز المؤتمرات في العاصمة الماليزية حيث تعقد اجتماعات آسيان، دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن أجندة المحادثات بين الوزيرين.

دعم أمريكي متجدد لأوكرانيا

وتزامن الهجوم الروسي مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، أنه سيرسل «مزيدًا من الأسلحة الدفاعية» إلى أوكرانيا، بعد فترة من الارتباك والتضارب داخل إدارته بشأن استمرار دعم كييف عسكريًا.

ورغم الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب، يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإصرار على تحقيق أهدافه في أوكرانيا، في ظل فشل الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى الآن.

لقاءات سابقة وتواصل مستمر

وكان روبيو قد التقى لافروف في منتصف فبراير/شباط الماضي في السعودية، عقب تقارب ملحوظ جرى حينها بين ترامب وبوتين.

ومنذ ذلك الحين، تواصل الوزيران هاتفيًا في عدة مناسبات، في ظل تنسيق دبلوماسي هشّ بين البلدين وسط الحرب المتصاعدة.

زيارة آسيوية أولى «متوترة»

وتأتي زيارة روبيو الآسيوية الأولى وسط جهود أمريكية لإعادة التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادي، التي شعرت بالإهمال في ظل تركيز إدارة ترامب على الشرق الأوسط وأوروبا.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو سيجري اجتماعات مع نظرائه في دول آسيان العشر، بالإضافة إلى محادثات مع كبار المسؤولين الماليزيين، إلى جانب مشاركته في فعاليات موسعة تجمع آسيان مع شركاء دوليين.

مخاوف آسيوية

كما تأتي الزيارة في وقت حساس، إذ أعلنت إدارة ترامب مؤخرًا عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق تدخل حيز التنفيذ مطلع أغسطس/آب، تشمل 6 من أعضاء آسيان، من بينهم ماليزيا، بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفين المقربين من واشنطن.

ويُتوقع أن يواجه روبيو خلال زيارته تساؤلات حادة من دول المنطقة بشأن التزام واشنطن تجاه شركائها في آسيا، لا سيما في ظل السياسات التجارية الحمائية التي يتبناها ترامب، والتي أثارت قلقًا واسعًا بشأن الاستقرار الاقتصادي الإقليمي.

ورغم هذه التحديات، تسعى واشنطن إلى طمأنة شركائها بأن منطقة جنوب شرق آسيا لا تزال تمثل أولوية استراتيجية، في ظل تصاعد نفوذ الصين وتزايد التوترات في بحر الصين الجنوبي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى