تقنية

هانا هامبتون.. بطلة منتخب إنجلترا للسيدات التي هزمت الأطباء


قادت تصديات هانا هامبتون، حارسة مرمى منتخب إنجلترا للسيدات، بلادها للتأهل لنصف نهائي كأس أمم أوروبا “يورو 2025” المقامة حاليا في سويسرا.

وحقق منتخب سيدات إنجلترا الانتصار بركلات الترجيح على السويد، بعد تعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي، في مباراة شهدت تألقا لافتا لهانا هامبتون التي تصدت لركلة ترجيح سويدية.

الحارسة الشابة البالغة من العمر 24 عاماً عانت كثيراً في طفولتها، ونُصحت بعدم لعب كرة القدم، لكنها في النهاية لم تصبح فقط حارسة مرمى ناجحة في فريق تشيلسي الإنجليزي ومنتخب إنجلترا، باتت بل رمزا للإرادة الثابتة القوية.

وقد أظهرت هامبتون خلال حوار صحفي أجرته مؤخراً قدراتها اللافتة لغوياً، حين تحدثت مع الإعلام الإسباني بطلاقة بلغة غير الإنجليزية.

معاناة منذ الصغر

تشير صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير عن هامبتون إلى أنها شخصت في سن مبكرة، وتحديداً الثالثة من عمرها، بالحول، وهي حالة ترجع إلى دوران إحدى العينين بشكل مختلف عن الأخرى.

وخضعت حارسة منتخب إنجلترا إلى 3 عمليات جراحية لعلاج الأزمة، لكن لم تنجح أي واحدة منها، مما جعل الأطباء ينصحون أهلها بإبعادها عن ممارسة الرياضة تماماً.

كانت المشكلة بالغة الصعوبة لدرجة أنها كانت تكافح لسكب الماء على نفسها، فينصب بطريقة خاطئة.

لكن حتى في طفولتها، لم تكن ظروف هانا الصحية تُثنيها عن مواصلة اللعب.. فرغم نزيف أنفها المتكرر وكسور أصابعها – وهي نتائج مبكرة لسوء تقديرها لمسار الكرات التي تلعب عليها – فقد كانت مصممة على مواصلة اللعب.

وتعلق هامبتون على هذه الأعراض قائلة: “أعتقد أنني لطالما قضيت حياتي أحاول إثبات خطأ الآخرين.. قيل لي منذ صغري إنني لا أستطيع لعب كرة القدم، وإنها ليست مهنةً يُمكنني ممارستها.. أخبر الأطباء بذلك والديّ”.

بدلاً من ذلك، غذّى هذا التحذير طموحات هانا، التي تقول: “اكتشاف ذلك زادني إصرارًا على الوصول إلى أعلى مستوى ممكن.. لطالما كانت ممارسة الرياضة شغفي وحلمي”.

حين انتقلت هانا إلى إسبانيا بدأ الحلم يتبلور وقت كانت في الخامسة، حين أراد والداها أن تتعلم لغة وثقافة جديدة، مما فتح لها أيضًا أبواب عالم كرة القدم.

وسرعان ما اكتشفها نادي فياريال، وانضمت إلى أكاديميته، حيث أمضت 5 سنوات على الساحل الشرقي لإسبانيا تتعلم اللعب كمهاجمة.

ومع ذلك، تُصرّ على أنها لم تكن تخطط لتسديد ركلة جزاء لإنجلترا يوم الخميس، على عكس حارسة مرمى السويد جينيفر فالك، التي أضاعت الركلة الخامسة لبلادها.

وقالت هامبتون بسعادة بعد المباراة: “طلبوا مني التركيز على التصدي أولاً، وعندما يحين الوقت كنت سأسدد واحدة.. كنت أشعر ببعض الحماس، وتجلت غريزة المهاجمة لديّ!”.

لم تكن هامبتون دائمًا في حالة من البهجة، ويعود جزء من ذلك إلى رحلة شاقة للوصول إلى ما هي عليه اليوم.

لم تختفِ أزمات هانا البصرية تمامًا، وبالنسبة لشخصية منسجمة عاطفيًا مثل هامبتون، فإن تقلبات حراسة المرمى – بلحظات الفرح والحزن المرتبطة بالأداء – أثرت عليها أحيانًا، خاصة في سنوات شبابها.

بعد انضمامها إلى برمنغهام سيتي، برزت هامبتون في دائرة الضوء وهي في السادسة عشرة من عمرها، ووجدت في زميلتها أسطورة إنجلترا، المهاجمة، إيلين وايت مرشدة لها، ارتقت بها إلى مستوى أعلى.

وعلقت وايت في تصريحات لـ”بي بي سي” على علاقتها بهانا بالقول: “كانت عواطفها تسيطر عليها كثيرًا، وهو ما يحدث مع أي فتاة في السادسة عشرة من عمرها، وكان الأمر يتعلق بالتعامل مع التقلبات”.

استُدعيت هامبتون لأول مرة إلى منتخب إنجلترا في عام ٢٠٢٢، واختيرت ضمن تشكيلة بطولة أوروبا خلفا لماري إيربس أسطورة منتخب بلاد مهد كرة القدم التي اعتزلت دولياً في مايو/ أيار الماضي.

هانا هامبتون

لكن بعد عام واحد فقط من أول استدعاء لها، كادت مسيرتها الدولية تُنهار.. إذ ظهرت تقارير تُفيد باستبعادها بسبب “سوء سلوكها وتصرفاتها” في معسكرات المنتخب.

وأقرت هامبتون لاحقًا بأنها فكرت في اعتزال كرة القدم نهائيًا بسبب ما أثير حولها، لكن مدربتها السابقة في أستون فيلا كارلا وارد وصفت تلك اللحظة الحاسمة بأنها نقطة التحول الأهم: “لقد ساعدتها على إدراك مدى الدعم الذي حظيت به بالفعل”.

لم يتضح بعد أين تكمن الحقيقة وراء الشائعات، لكن كل شيء أصبح طي النسيان الآن، حيث عادت هامبتون إلى خطط المدرب الهولندية سارينا فيغمان بعد 5 أشهر فقط.

وعلقت هامبتون مؤخرًا على هذه المسألة: “لا يمكن أن تدع كل هذه الشائعات تنتصر.. أعتقد أن فعل ذلك سيزيد الطين بلة، ولم أكن مستعدة لقبول ذلك”.

وأسهبت: “أردت أن أظهر من أنا كشخص، وأن أوضح أن هذا لم يكن صحيحًا دائمًا.. لذلك ركزت فقط على أن أواصل العمل، وفعلت ذلك، وأنا جالسة هنا الآن.. أعتقد أنني أستطيع القول إنني أثبت خطأ الناس”.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى