5 علامات لـ«الإنكار المالي».. أوهام نفسية تبرر الإنفاق وتقود للإفلاس

رغم أن كثيرين يعتقدون أنهم يتحكمون في أوضاعهم المالية، إلا أن الواقع—كما تكشفه كشوف الحسابات البنكية—غالبًا ما يروي قصة مختلفة.
هذا ما خلص إليه تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية واعتبر أن الأمر لا يتعلق بالكذب المتعمد، بل بآليات إنكار متجذّرة، وعادات استهلاكية متكررة، وانفصال بين النية والسلوك.
وفي التقرير، يشير الخبراء إلى أن كثيرًا من الناس يستهينون بإنفاقهم، خاصة على الطعام خارج المنزل. وعندما يُسألون: “هل تنفق كثيرًا؟”، يكون الجواب الشائع: “ليس كثيرًا”. لكن عند مراجعة التفاصيل، تظهر نفقات منتظمة على القهوة اليومية، وجبات الغداء، طلبات التوصيل، والسهرات الأسبوعية—وكلها تلتهم مئات الدولارات شهريًا.
ويؤكد الخبراء أن الإنكار المالي لا يقتصر على إنكار النفقات، بل يمتد إلى فكرة وضع الميزانية. تقول: “يسود اعتقاد بأن النظر أحيانًا إلى الحساب البنكي يُعدّ ميزانية، لكنه في الحقيقة مجرد تخمين عام”. وتضيف أن الميزانية الحقيقية تعني تتبع كل نفقة بدقة عبر دفتر أو تطبيق. وفي أحد الأمثلة الواقعية، فالكثيرين لا يملكون خطة فعلية للإنفاق، مما يصعب من القدرة على سداد الديون حتى مع وجود دخل ثابت.
5 خرافات مالية شائعة
واستعرض التقرير 5 خرافات مالية تسمعها باستمرار. أولها كلمة “لدي ميزانية”. وقال التقرير إنه بدون تسجيل دقيق لكل نفقة، فإن الميزانية تبقى مجرد انطباع.
ومن بين الخرافات الأخرى، عبارة “أملك صندوق مدخرات للطوارئ”. فكثيرين يستخدمون مدخراتهم في نفقات غير ضرورية، مما ينفي صفة “الطوارئ” عنها. كما يقول كثيرون “بطاقة الائتمان تساعدني في تتبع الإنفاق”، بينما تظهر الدراسات أن الإنفاق يرتفع عند استخدام البطاقات مقارنة بالنقد.
ومن بين الخرافات الأخرى، عبارة “لا أتناول الطعام خارج المنزل كثيرًا”، بينما في الواقع الأسر تنفق آلاف الدولارات سنويًا على المطاعم دون وعي حقيقي بحجم هذا الإنفاق.
وأخيرا توجد عبارة “لا أفهم لماذا أنا دائمًا مفلس”. ويقول التقرير إن الإنفاق ببساطة يتجاوز الدخل، لكن الإنكار يمنع البعض من رؤية التفاصيل الواضحة.
نصائح الخبراء
ويوصي الخبراء بالبدء بتمرين بسيط: مراجعة كشوف الحسابات لستة أشهر، وتصنيف الإنفاق باستخدام ألوان مختلفة (مطاعم، ترفيه، اشتراكات، إلخ). ويقول: “ما إن ترى الأرقام أمامك بوضوح، تبدأ عملية التغيير”.
ورغم أن هذه الخطوة قد تكون مؤلمة، إلا أنها ضرورية لتصحيح المسار المالي. فمجرد الاعتراف بالحقيقة—مهما كانت غير مريحة—هو ما يفتح الباب لاتخاذ قرارات ذكية مثل الطهي في المنزل، إلغاء الاشتراكات غير الضرورية، أو تخصيص مبلغ تلقائي للادخار.
كما يعتقد الخبراء أن الكل يرتكب أخطاء مالية، لكن الإنكار لا يحل شيئًا. الصدق مع النفس هو أول خطوة نحو التحرر المالي”. ويشددون على أهمية الاستمرار في مراقبة الميزانية، وتحديد الأولويات، والتمييز بين الضروري والكمالي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز