تقنية

أكبر اجتياح منذ 1976.. آلاف الدعسوقات تهاجم المدن البريطانية


شهدت مدن بريطانية خلال الأيام الأخيرة عزوا غير مسبوق من الدعسوقات، هو الأكبر من نوعه منذ عام 1976.

  • الاختلال البيئي يبدأ من الحشرات.. تدهور صامت

ودفع الغزو السكان إلى الاحتماء داخل سياراتهم، وتسبب في توقف مباريات رياضية، وسط مشاهد وصفت بأنها “نهاية العالم الحشرية”.

ففي منتجعات ساحلية مثل ويستون-سوبر-مير، فوجئ المصطافون بأعداد هائلة من الدعسوقات تغطي كل سطح مكشوف تقريباً، بما في ذلك المظلات وعربات الأطفال وحتى الطعام. ووثق رواد مواقع التواصل المشاهد المرعبة في مقاطع انتشرت بسرعة على “تيك توك”، إحداها تظهر سيدة مغطاة تماماً بالحشرات مع تعليق ساخر: “لا تذهب إلى الشاطئ اليوم!”

المفاجأة لم تتوقف عند الشواطئ، بل امتدت إلى ملاعب الكريكت؛ إذ تسبب سرب من الدعسوقات في إيقاف مؤقت لمباراة بين إنجلترا والهند على ملعب “لوردز”.

ويقول العلماء إن هذه الظاهرة النادرة مرتبطة بموجة الحر الحالية، التي تذكرهم بصيف 1976 الأسطوري في بريطانيا، حيث رُصدت آخر موجة اجتياح جماعية مشابهة.

يُرجع الباحثون هذه الظاهرة إلى تزايد أعداد المنّ ، وهي حشرة تمثل الغذاء الأساسي للدعسوقات ، نتيجة الطقس الدافئ والجاف خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى “انفجار سكاني” لدى الدعسوقات أيضاً. لكن مع اشتداد الحرارة مؤخراً، بدأت النباتات والـمنّ بالهلاك، مما دفع الدعسوقات إلى البحث عن الطعام والتزاوج في مناطق جديدة، بما في ذلك المدن والمنتجعات المزدحمة.

مدن بريطانية شهدت خلال الأيام الأخيرة غزوا غير مسبوق من الدعسوقات

وعلى الرغم من حجم الاجتياح، طمأن العلماء الناس بأن الدعسوقات لا تشكل أي خطر، بل هي كائنات مفيدة جداً للبيئة. وقال البروفيسور ستيوارت رينولدز، خبير الحشرات بجامعة باث: “الأمر ليس طاعوناً… هذه حشرات رائعة، ويجب أن نحتفي بها!”. وأضاف: “قد تقرصك دعسوقة بدافع الفضول أو لأن بشرتك مالحة، لكنها غير ضارة على الإطلاق”.

ويرى العلماء أن ظهور هذا العدد الكبير من الدعسوقات مؤشر إيجابي على صحة النظم البيئية، لأن الدعسوقات تلعب دوراً محورياً في التوازن البيئي من خلال تغذيتها على الحشرات الضارة. وعلّق البروفيسور تيم كولسون من جامعة أكسفورد قائلاً: “الدعسوقات حراس بيئيون. القضاء عليها أسوأ من استخدام المبيدات”.

وبينما تحتل الدعسوقات العناوين، حذر خبراء من أن أسراب الدبابير أيضاً تشهد نمواً غير مسبوق هذا العام، بفضل بداية مبكرة لموسم التكاثر. وأوضح أندرو ديلبريدج، خبير مكافحة الحشرات، أن عشّ الدبابير الآن بحجم يعادل ما كان يُسجل عادة في الخريف، مما يبشر بـ”عش دبابير عملاق” قبل نهاية الموسم.

مدن بريطانية شهدت خلال الأيام الأخيرة غزوا غير مسبوق من الدعسوقات

ويختم العلماء بأن موجات الطقس المتطرفة، التي أصبحت أكثر تكراراً، قد تزيد من تكرار مثل هذه الظواهر، داعين إلى التأقلم والتوعية البيئية بدلاً من الهلع، لأن الدعسوقات ليست سوى مؤشر على اختلالات مناخية أوسع.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى