تقنية

سياسات «غض الطرف» تنعش سوق المرتزقة في أوكرانيا


منذ اندلاعها في فبراير/شباط 2022، أنعشت أوكرانيا صفوف قواتها بـ«المقاتلين الأجانب»، الذين اعتبرتهم ورقة «هامة» في إحداث توازن على الجبهات ضد الجيش الروسي.

وبحسب تقرير لمجلة «مليتري ووتش»، أنشأ الجيش الأوكراني «الفيلق الدولي» لاستيعاب المتطوعين الأجانب، حيث أكد مسؤولون أوكرانيون انضمام مرتزقة من أكثر من 50 دولة، بينهم جنود سابقون وعناصر سابقة في قوات الشرطة والقوات الخاصة.

كما كشفت مصادر أمنية روسية عن مشاركة مرتزقة من كولومبيا والبرازيل في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية ضمن صفوف اللواء 47 الآلي، أحد أكثر تشكيلات الجيش الأوكراني تجهيزًا واحترافية، في منطقة سومي.

واستندت هذه المعلومات إلى مقاطع فيديو وصور منشورة على منصات أوكرانية، تظهر مقاتلين يرتدون زي اللواء وينخرطون في الاشتباكات الدائرة على الجبهة.

كما أدلى أسرى أوكرانيون بشهادات عن هذه المشاركة، وهو ما أكدته كذلك وسائل إعلام غربية ومستقلة عبر رصد وحدات أجنبية تتحدث الإسبانية والبرتغالية.

تشير التقارير -أيضًا- إلى أن بعض المقاتلين الأجانب، خاصة من كولومبيا، جاؤوا من خلفيات مدنية مثل العمل غير القانوني في أوروبا الشرقية، وتم تجنيدهم لاحقاً في صفوف القوات الأوكرانية تحت إغراء الرواتب العالية مقارنة ببلدانهم الأصلية.

وحدة كولومبية 

أعلنت قيادة اللواء 47 في يوليو 2025 عن تشكيل سرية هجومية جديدة تتألف من جنود كولومبيين، تُعرف باسم “مجموعة الاستطلاع والهجوم” (R.U.G)، وتضم أيضاً متطوعين من البرازيل، وبيرو، وزيمبابوي، وإيطاليا، والمكسيك.

تتميز هذه السرية بكفاءة عالية، حيث يُخضع أفرادها لتدريب متخصص داخل مقر اللواء، ثم يُوزعون على مهام هجومية ودفاعية.

وذكر قادة هذه المجموعة بأن مشاركتهم أسهمت في تحقيق نتائج هامة على الجبهات، لا سيما خلال مواجهة كتائب روسية خاصة وقوات كورية شمالية في محور سومي وكورسك.

وتعتمد الاستراتيجية الأوكرانية على تجنيد مقاتلين من دول ذات دخل منخفض (مثل كولومبيا، والبرازيل، وبولندا، وألبانيا)، ودمجهم في الخطوط الأمامية حيث الكثافة والاحتكاك المباشر، بينما يتم إسناد تشغيل الأسلحة الغربية المتطورة (مثل دبابات ليوبارد 2A6 ومركبات برادلي الأمريكية) إلى جنود من دول غربية وشركاء الناتو ذوي التدريب المتقدم).

ورغم الدعاية الرسمية حول نجاح وحدات المتطوعين الأجانب، إلا أن تقارير ميدانية أفادت بتعرض الكولومبيين والبرازيليين لخسائر مرتفعة، ووجود حالات إنهاء عقود مسبقًا أو الفرار من المعارك بسبب صعوبة الأوضاع وقسوة القتال، بالإضافة إلى عدم تمتع هؤلاء المقاتلين بحماية قانونية متكاملة حال وقوعهم في الأسر، حيث يُنظر إليهم على أنهم مرتزقة وليسوا مقاتلين نظاميين.

وحدات أجنبية أخرى

لم تقتصر المشاركة الأجنبية على أمريكا اللاتينية؛ فهناك فيلق المتطوعين البولندي والفيلق الجورجي اللذان شاركا في عدة معارك استراتيجية، ووردت إشارات حول إرسال بعض الجنود العاملين في جيوش بلادهم إلى أوكرانيا تحت غطاء “إجازات مدفوعة الأجر”.

وأشار الصحفي البولندي زبيغنيف بارافيانوفيتش، الذي نقل عن ضابط بولندي قوله: “ابتكرنا صيغة لوجودنا في أوكرانيا.. كنا فقط نُمنح إجازة مدفوعة، وكان السياسيون يغضون الطرف عن ذلك”.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى