اخبار الامارات

المعلومات المضللة عن الذكاء الاصطناعي ‹ جريدة الوطن

نورس عبد الغني، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مجموعة “بيوند ون”:  في ظل المشهد الرقمي المتسارع ، أصبح الذكاء الاصطناعي محورًا لجدل واسع؛ لا سيّما فيما يتعلق بتأثيره على فئة الشباب.

غالبًا ما تركز العناوين على الذكاء الاصطناعي بوصفه خطرًا يهدد إبداع الشباب، وفرص توظيفهم، وتطورهم الشخصي والمهني.

ننظر إلى الأمور من زاوية مختلفة؛ حيث نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للجيل القادم، بل أداة قوية يُمكن تبنّيها بمسؤولية لفتح آفاق غير مسبوقة لتمكين الجيل الصاعد وتحقيق الشمول الرقمي.

ولا يكمن الخطر الحقيقي في الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في المعلومات المضللة والريبة التي تحيط بها.

لقد علّمنا التاريخ أن كل تقنية غيّرت العالم، بدءًا من آلة الطّباعة وصولًا إلى شبكة الإنترنت، قوبلت في بداياتها بالتشكيك والفزع الأخلاقي، والذكاء الاصطناعي اليوم ليس استثناءً. لكن، بدلًا من الخوف والريبة، ينبغي أن نوجّه تركيزنا نحو كيفية تسخير إمكاناته لسد الفجوات الرقمية؛ لا سيّما في الأسواق الناشئة؛ حيث لا يزال الوصول إلى التكنولوجيا يعاني من التفاوت وعدم التكافؤ.

وتلتزم “بيوند ون” ببناء منظومات رقمية شاملة تُمكّن الشباب في المناطق ذات النمو السريع. نعمل على توفير اتصال ميسور التكلفة، وتدريب متخصص على المهارات الرقمية، وبيئات آمنة وداعمة تساعد الشباب على الازدهار.

ندرك جيدًا في “بيوند ون”، أن الوصول إلى التكنولوجيا لا يكفي وحده؛ فالشباب بحاجة إلى الثقة، والتعليم، والتمكين، ليتمكنوا من استخدام الذكاء الاصطناعي، والأدوات الرقمية، كمحفزات حقيقية للابتكار.

ومن المهم للغاية إشراك الشباب ومنحهم الثقة، لتحفيز عقليتهم الإبداعية وتنمية مهارات التفكير الابتكاري، لخلق حلول فعالة يُمكن تنفيذها فعليًا.

نرى رواد الأعمال الشباب يطورون تطبيقات مفيدة تساهم في معالجة المشاكل، ومواجهة أصعب التحديات بالمنطقة، وذلك بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإحداث تأثير اجتماعي إيجابي. إن استبعادهم أو اختزالهم كضحايا سلبيين لا يؤدي إلا إلى الحد من إمكانياتهم ومدى جاهزيتهم لقيادة المستقبل، وقدرتهم على تحقيق التغيير المنشود في مجتمعاتهم.

وتتبنى “بيوند ون” هذا النهج تحت شعار “الاتصال الهادف” المعني ببناء وتعزيز الثقة، والمهارات، والنظم الإيكولوجية، التي تمكّن هذا الجيل الصاعد من التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي وواثق، مما يؤدي إلى مكافحة المعلومات المضللة، وتمكين الجيل التالي من المبتكرين الرقميين لقيادة المشهد مستقبلًا.

لقد حان الوقت لتجاوز المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي .يجب العمل لخلق بيئات تُعزز تمكين الشباب، بمنحهم فرص حقيقية لتطوير قدراتهم والمشاركة الفعالة في المجتمع.

إن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً، بل المعلومات المضللة هي العدو الحقيقي لابد أن نثق بالجيل الصاعد، ونزودهم بالأدوات اللازمة والمناسبة، لنشاهدهم وهم يبنون مستقبلًا رقميًا أكثر إشراقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى