تقنية

قمة ميرتس وماكرون المرتقبة.. لحظات من الود وخلافات عميقة


في الفترة الحالية، برتبط قادة فرنسا وألمانيا بعلاقات أكثر دفئًا، لكن لا تزال هناك سلسلة من الخلافات في مجالات تتراوح من الدفاع للتجارة

وعندما يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء إلى فيلا على مشارف برلين، حيث من المقرر أن يتناول العشاء مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، من المرجح أن يظهر الزعيمان الكثير من الود المتبادل.

هذه العلاقة ترسخت على مدار أشهر. ففي أول يوم كامل لميرتس في منصبه في مايو/أيار، سافر إلى باريس وتعهد بـ ”بداية فرنسية ألمانية جديدة لأوروبا“ بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين ماكرون والمستشار السابق، أولاف شولتز.

وفي حينه، قال ميرتس، إنه قد طور بالفعل ”علاقة شخصية عميقة“ مع الزعيم الفرنسي من شأنها أن تساعدهما على العمل معًا.

وقال أحد كبار المسؤولين الألمان المطلعين على العلاقات الفرنسية الألمانية: ”الأجواء مختلفة تمامًا. لم أشهد هذا النوع من التفاعل منذ سنوات“.

وتشارك باريس، برلين الرأي، إذ قال مسؤول في قصر الإليزيه: ”لقد تم اكتشاف الروابط الفرنسية الألمانية من جديد“.

ولكن على الرغم من الأجواء الإيجابية والتعاون المتزايد في مجالات تحرير الأسواق والهجرة، يجد القادة صعوبة متزايدة في إخفاء حقيقة مزعجة: إن إعادة تشغيل المحرك الفرنسي الألماني الذي طالما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام، بدأت تتعثر بالفعل، حيث يواجه ميرتس وماكرون سلسلة من الخلافات المستعصية في كل شيء، من الدفاع إلى التجارة.

هنا، تظهر أحد الاختلافات الرئيسية بين المستشار الألماني الحالي وسلفه شولتز، والتي تتمثل في أن الأخير أدرك مدى صعوبة حل الخلافات الفرنسية الألمانية الرئيسية، ولم يرغب في بذل جهد هائل لتحقيق ما يكاد يكون مستحيلاً، حسبما صرح أحد المشرعين الألمان المحافظين المتخصصين في العلاقات الخارجية لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية. 

وقال المشرع: ”فشل شولتز لأنه ذكي وأدرك ببساطة مدى صعوبة الأمر، ثم فقد الاهتمام“، قبل أن يضيف: ”لدينا (يقصد الحكومة الحالية) الرغبة“ في إنجاح العلاقة الفرنسية الألمانية، ”لكن الأمر لا يزال صعبًا“.

اتفاق جديد وانقسامات أعمق

يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين ميرتس وماكرون فيما يتعلق بميولهما المؤيدة للأعمال التجارية ورغبتهما في تقليل اللوائح التنظيمية. ولعل أبرز مثال على ذلك هو التعاون الذي جرى الشهر الماضي بين الزعيمين في حماية سلاسل التوريد العالمية.

وهناك مجال آخر يتزايد فيه هامش الاتفاق بين الطرفين، وهو الطاقة النووية. ففي مايو/أيار، أشارت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايش، إلى أن برلين مستعدة للتخلي عن معارضتها الطويلة الأمد لتصنيف الطاقة النووية كمصدر للطاقة المتجددة، مما قد ينهي صراعًا طويلا أدى إلى تعقيد سياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

كما أن الزعيمين يتفقان بشكل متزايد على خفض عدد طالبي اللجوء القادمين إلى أوروبا بشكل كبير.

ومن المجالات المحتملة للتعاون؛ الردع النووي الفرنسي واتفاق محتمل حول كيفية استخدامه للمساهمة في تعزيز الأمن الأوروبي بشكل عام.

لكن الخلافات الجوهرية المتعلقة بالتجارة والدفاع لم تشهد سوى القليل من التقارب. وقال رولاند تيس، وهو مشرع ألماني محافظ متخصص في علاقات برلين بباريس: ”هناك قضيتان رئيسيتان يتعين على ألمانيا وفرنسا حلهما حتى نتمكن من إحراز تقدم حقيقي“.

أبرز الخلافات

تجلت الخلافات حول الدفاع في وقت سابق من هذا الشهر عندما أيد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مبادرة ألمانية تدعو الأوروبيين إلى تزويد أوكرانيا بأسلحة أمريكية الصنع.

وفي حين أيدت الدول الاسكندنافية والمملكة المتحدة الخطة، عارضتها فرنسا تماشياً مع مساعي ماكرون الطويلة الأمد لزيادة إنتاج أوروبا للأسلحة محلياً وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.

كما أن الخلافات بين فرنسا وألمانيا تهدد بإفشال مشروع أوروبي لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل التالي من شأنها أن تقلل من اعتماد الاتحاد الأوروبي على طائرات “F-35” الأمريكية، وفق “بوليتيكو”. 

لكن بعض الانقسامات العميقة لا تزال تدور حول التجارة، إذ يدفع ميرتس الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاق تجاري سريع وبسيط مع الولايات المتحدة من أجل وضع حد لحروب الرسوم الجمركية التي يشنها ترامب والتي تضر بالصناعات الألمانية بشكل خاص.

في غضون ذلك، يضغط الفرنسيون من أجل اتباع نهج أكثر صرامة تجاه الإدارة الأمريكية.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى