رومانو موسوليني.. مدافع يبحث عن نفسه خارج ظل الجد

عندما يدخل اللاعب الإيطالي الشاب رومانو فلورياني موسوليني أرض الملعب، لا يتردد المعلقون ولا الجماهير لحظة قبل التوقف عند اسمه، لا لغرابة في الأداء أو المهارة، بل لأنه يحمل إرثًا سياسيًا لا يزال يُلقي بظلاله على التاريخ الأوروبي.
إنه حفيد بينيتو موسوليني، الديكتاتور الفاشي الذي حكم إيطاليا بقبضة من حديد في النصف الأول من القرن العشرين.
لكن رومانو، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، لديه أجندة مختلفة تمامًا. في المؤتمر الصحفي الذي سبق ظهوره الأول مع فريق كريمونيزي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، لم يكن تركيزه على التاريخ، بل على الحاضر، وعلى ما يستطيع فعله بالكرة لا باسم العائلة.
“أنا هنا لألعب كرة القدم. لقبي؟ لقد أزعج الآخرين أكثر مما أزعجني”.. هكذا قالها ببساطة، وكأنه يحاول أن يقلب الصفحة دون تمزيقها. هذا الاسم “موسوليني”، الذي لطالما أثار الجدل، يراه رومانو مجرد اسم، بينما يراه العالم كله شارة سياسية قبل أن يكون توقيعًا على قميص.
بحث عن الذات وسط الضجيج
رومانو لا يُنكر من هو، لكنه لا يريد أن يُختزل في ذلك. هو ابن أليساندرا موسوليني، السياسية المعروفة وعضو البرلمان الأوروبي السابق عن حزب “فورزا إيطاليا”، وحفيدة الديكتاتور نفسه.
لكنه أيضًا لاعب نشأ في أكاديمية لاتسيو منذ كان في الـ13 من عمره، ولعب لاحقًا 37 مباراة مع فريق يوفنتوس ستابيا الموسم الماضي، وها هو اليوم يعود إلى السيري آ، مع فريق كريمونيزي الصاعد حديثًا.
بعين مركزة على الأداء وخطة فنية أكثر من إرث عائلي، قال رومانو: “كلما قلّ الحديث عن الأمر، كان هذا أفضل. أنا هنا لأعبّر عن نفسي على أرض الملعب، لا شيء آخر.”
لا يريد رومانو “عفوًا” بسبب اسمه، ولا شهرة مجانية تُبنى على الجدل، بل فرصة ليُثبت نفسه في واحدة من أكثر البطولات تنافسية في أوروبا. بالنسبة له، الموسم الجديد فرصة لإظهار ما يستطيع فعله كـ”مدافع” أولاً، لا كـ”حفيد”.
مباراة خاصة.. وذكريات لا تُنسى
من المفارقات أن أحد أبرز التحديات التي تنتظره سيكون أمام لاتسيو، الفريق الذي نشأ فيه، وشجّعه لسنوات.
“المباراة أمام لاتسيو ستكون مميزة.. لكنني أركز الآن على تقديم كل ما لديّ من أجل كريمونيزي”.. هكذا يتعامل رومانو مع المواجهة المقبلة، وفي عينيه مزيج من الانتماء والاحتراف، الولاء والالتزام الجديد.
بين الماضي والمستقبل
ورومانو موسوليني ليس أول رياضي يحمل اسمًا كبيرًا، لكنه ربما من القلائل الذين يرتبط اسمهم بإرث تاريخي ثقيل ومثير للانقسام في آنٍ معًا. وبينما لا يملك حق اختيار اسمه، إلا أن ما يمكنه اختياره حقًا هو ما يصنعه به.
ومع صافرة البداية في أغسطس/آب أمام ميلان، يبدأ موسم جديد – ليس فقط لرومانو، بل لرحلته الطويلة في إثبات الذات، كلاعب كرة قدم أولاً، وإنسان يحاول أن ينسج هويته بعيدًا عن صدى الجدّ.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز