«90 دقيقة حرية».. كيف تنقذ كرة القدم المساجين وتمنحهم دوافع جديدة؟

إذا كانت السجون هدفهاً الأول هو العقاب والتأديب والإصلاح فإن أدوات الإصلاح تستوجب القيام ببعض الأعمال التي ترفع من أخلاقيات المجرمين.
وتستخدم الرياضة كوسيلة مهمة من أجل إعادة التأهيل وزرع روح الندية والتنافسية الشريفة بين أرباب السجون وكذلك هي وسيلة لتعلم شيء جديد وتطوير مواهب وإمكانيات.
وعلى أرض العديد من الملاعب الأوروبية، يتم استحداث بطولات شرفية للمساجين مثل كرة القدم والبيسبول والسلة وغيرها من الرياضات.
وتشكل هذه الفرق من مبانٍ أو وحدات سجن مختلفة، ويتم تنظيم بطولات بين السجون وفي بعض الأحيان يتم دعوة فرق خارجية.
بطولات السجون الأوروبية
على صعيد دول أوروبا، يتم تنظيم العديد من البطولات لفرق كرة القدم التي تضم مساجين أو أرباب سجون، بغية إعادة التأهيل والمشاركة المجتمعية.
وبما أن بريطانيا هي مهد كرة القدم فكان طبيعياً أن تنظم بطولات للمساجين والحديث هنا عن بطولة “فوتبول ووركس”.
ولقد أقيمت البطولة في المملكة المتحدة مؤخراً في سجني “HMP” و”YOI Feltham”، ولكنها في الأساس فكرة هولندية.
“فوتبول ووركس” هو مشروع مقره هولندا، بدعم من الحكومة الهولندية، يهدف إلى تقديم الدعم للرجال المحتجزين لإعدادهم للإفراج عنهم وإعادة دمجهم في المجتمع وسوق العمل.
باستخدام القيمة الاجتماعية للرياضة، وخاصةً كرة القدم، إلى جانب ورش العمل التعليمية، يهدف المشروع إلى تطوير المهارات اللازمة وبناء الثقة.
ولقد شارك في النسخة الإنجليزية فرق كبرى شهيرة مثل كوينز بارك رينجرز وساوثهامبتون وفريق سجن بريكستون وسجن وينشستر وسجن وورموود سكرابس ومؤسسات أخرى.
وبعيداً عن هولندا وبريطانيا، أقيمت تلك البطولة أو المهرجان في صربيا خلال عام 2024.
فريق بريسكويد الويلزي
ولكن بعيداً عن فكرة البطولات الخاصة بفرق المساجين، هناك تجارب منفصلة لفرق من المساجين تم تشكيلها لإدماجها في المجتمع من خلال المشاركة في بطولات.
ويضم دوري مقاطعة غوينت في جنوب ويلز فريق للمساجين يدعى بريسكويد، وهو فريق السجون الوحيد في ويلز.
هذا الفريق حقق نتائج مبهرة في أوقات عديدة، بل أنه احتل صدارة دوري الدرجة الثانية من دوري غوينت باستمرار، إلا أن قواعد الدوري منعته من الصعود إلى القسم الأول.
وفي العام الماضي، أدى تغيير الطاقم الإداري في السجن، وقيام اتحاد كرة القدم في ويلز بتحديث نظام تسجيل اللاعبين، إلى تأخر تقديم طلب بريسكويد المعتاد لتجديد عضويته في الدوري.
وغاب الفريق عن دوري غوينت في موسم 2019-2020، لكنه استمر في العمل بنشاط من خلال بعض المباريات الودية، ثم أعاد تقديم طلب الانضمام في موسم 2020-2021، إلا أن انضمام الفرق “الجديدة” إلى الدوري كان يتطلب موافقة الأندية الأعضاء الحالية، وصوتت 9 أندية ضد عودته.
كان جيمي، الكاتب والباحث في مجال الرياضة والعدالة الجنائية، مولعاً بنادي بريسكويد لكرة القدم. ولقد ألف كتاباً بعنوان “90 دقيقة من الحرية”، والذي فصّل فيه على مدار موسم 2018-2019 أحوال الفريق وأهمية كرة القدم في صحة كل لاعب وتعافيه وكيف كان لهذه التجربة تأثيراً إيجابياً وملهماً.
ألعاب الأمل في سجن ريبييا في روما
وعلى مستوى العاصمة الإيطالية روما، هناك بطولة “ألعاب الأمل” وهي عبارة عن فعالية رياضية تُقام في سجن ريبيبيا بروما، وتهدف إلى تعزيز التواصل بين السجناء وموظفي السجن والمجتمع ككل من خلال الرياضة.
وتسعى هذه الفعالية، التي تنظمها مؤسسة يوحنا بولس الثاني للرياضة، وإدارة إدارة السجون (DAP)، وشبكة القضاة “الرياضة والشرعية”، إلى توفير فرص للخلاص، وتعزيز المسؤولية، وبناء العلاقات، وصون الكرامة للسجناء.
تجربة فريق السجون التنزاني
في عام 1988، تم إنشاء فريق السجون في تنزانيا وهناك تجربة مماثلة في ترينداد وتوباغو لفريق يدعى “خدمة السجن إف سي”.
وأنشأ الفريقان من مجموعة من موظفي السجون والمدنيين ونجحا فيما بعد في أن يصبحا أعضاء في بطولات الدوري المحلي.
ولقد فاز فريق خدمة السجن بدوري ترينداد وتوباغو في عام 2020، وقبله حقق سجون تنزانيا كأس مونغانو في 1999.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز