تنفيذ وصية ماريو فارغاس يوسا بحرق جثمانه في بيرو

نُقل جثمان الكاتب البيروفي الإسباني ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب، لمحرقة عسكرية بليما، عاصمة بيرو، ليُحرق وفق وصيته.
جاء ذلك بعد إقامة جنازة خاصة في منزله بحي بارانكو، حيث غادر النعش الخشبي الداكن، المحمل برفات الأديب الراحل، المنزل وسط موكب جنائزي شمل قافلة من السيارات، في طريقه إلى محرقة تابعة للجيش البيروفي جنوب العاصمة، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
تفاصيل الوفاة والوصية
توفي فارغاس يوسا، البالغ من العمر 89 عاماً، يوم الأحد 13 أبريل 2025 في منزله بليما، محاطاً بعائلته، وفق بيان أصدره أبناؤه ألفارو، غونزالو، ومورغانا عبر منصة “إكس”. لم تُكشف أسباب الوفاة بدقة، لكن شائعات عن تدهور صحته كانت قد انتشرت منذ عودته إلى ليما في 2024، بعد سنوات قضاها في مدريد. عاش الكاتب في الفترة الأخيرة بعيداً عن الأضواء، مكرساً نفسه لعائلته ومبتعداً عن الحياة العامة.
أكدت العائلة، في بيانها، أن حرق الجثمان كان رغبة يوسا الصريحة، مع طلب عدم إقامة مراسم عامة أو حداد رسمي، لكن الحكومة البيروفية أعلنت يوم الإثنين “حداداً وطنياً”، مع تنكيس الأعلام على المباني العامة تكريماً لإرثه الأدبي.
يُعد يوسا، المولود في أريكيبا عام 1936، أحد أعمدة الأدب اللاتيني، ورمزاً لجيل “الطفرة الأدبية” في أمريكا الجنوبية. اشتهر بروايات مثل “المدينة والكلاب” (1963)، “محادثة في الكاتدرائية” (1969)، و”حفلة التيس” (2000)، التي تناولت قضايا السلطة، الفساد، والهوية بأسلوب سردي مبتكر، حيث كان يروي الحكاية الواحدة من زوايا متعددة. تُرجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة، وحظيت بشعبية عالمية، مما جعله أحد أكثر كتاب جيله تأثيراً. حصل على نوبل لتصويره “هياكل القوة” و”مقاومة الفرد وثورته وهزيمته”، وفق لجنة الجائزة.
لم يقتصر تأثير يوسا على الأدب، فقد خاض تجربة سياسية بارزة بخوضه انتخابات الرئاسة البيروفية عام 1990، لكنه خسر أمام ألبرتو فوجيموري. كتب عن هذه التجربة في مذكراته “السمكة في الماء” (1993)، كما عكست رواياته مثل “زمن البطل” تجاربه الشخصية، بما في ذلك مراهقته في أكاديمية عسكرية بليما.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز