تقنية

الضربات الأمريكية تُربك الحوثي.. اختطافات هستيرية في صعدة


لم تهز الضربات الأمريكية صعدة فحسب، وإنما طالت ثقة الحوثيين بحاضنتهم ومركز ثقلهم المنيع الذي طالما تباهت المليشيات بحصانته.

ويشن الجهاز الأمني للمليشيات حملة قمع غير مسبوقة، وداهم بشكل عشوائي عشرات المنازل والمقار في صعدة، واختطف العشرات من المحافظة التي أُغلقت لسنوات أمام اليمنيين.

 80 مختطفا في يومين

وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر قبلية وأمنية أن “مليشيات الحوثي أطلقت حملة شرسة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إذ اختطفت أكثر من 80 شخصا من محافظة صعدة الكثير منهم مدنيين”.

ووفقا للمصادر ذاتها فإن “بين المختطفين زعماء قبائل وشخصيات اجتماعية وحتى عناصر منخرطة في صفوف الجماعة كانت تنشط في مجال تهريب المخدرات على الحدود وذلك بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية”.

وزعمت مليشيات الحوثي أن المختطفين الـ80 قدموا ونشروا معلومات حول مواقع وأهداف الضربات الأمريكية العنيفة التي طالت معقل المليشيات بما في ذلك بنية تخزين السلاح السرية. 

وكانت مصادر إعلامية ومنظمات حقوقية يمنية رصدت بشكل منفصل الأيام الماضية اختطاف مليشيات الحوثي العشرات من أبناء مديرتي مجز ورازح وبقية مختلف أرياف المحافظة التي يقبع فيها مخبأ زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.

وحددت المصادر 4 شخصيات أمنية بالوقوف خلف الاختطافات التي طالت عشرات المدنيين في صعدة على رأسهم، مسؤول فرع “جهاز الأمن الوقائي” للحوثيين المدعو حسن عبدالرحيم الحُمران وكذا المُشرف الأمني بصعدة محمد إبراهيم المحطوري.

وأكدت المصادر أن مسؤول فرع جهاز الأمن والمخابرات بالمحافظة محمد صلاح العجري، ومسؤول فرع الاستخبارات العسكرية للحوثيين شاركوا في موجة الاختطافات الأخيرة.

 اختراق وإرهاب

تكشف الاختطافات الحوثية في صعدة مدى الاختراقات التي تضرب المليشيات وحاضنتها الاجتماعية، بعد استهداف أمريكا عشرات الأهداف التي كانت تعدها المليشيات في “غاية السرية”.

كما تسعى الحملة الحوثية لإرهاب السكان المحليين فضلا عن استغلالها لتصفية الحسابات مع بعض معارضي المليشيات في معقلها الأم صعدة وذلك تحت غطاء مكافحة “التخابر”.

وأكد رئيس منظمة “ميون” اليمنية عبده الحذيفي أن “الاعتقالات التي تنفذها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها ليست بالجديدة، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ في محافظات صعدة منذ بدء الغارات الأمريكية منتصف الشهر الماضي”.

وقال الحذيفي لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي “تزعم أن المختطفين متهمون بتسريب إحداثيات مواقع وقواعد عسكرية ومخزان أسلحة نوعية ومنازل قيادات ميدانية تابعة للمليشيات”.

واعتبر المسؤول الحقوقي موجة الاختطافات هذه أنها “انتهاكات خطيرة بحق المدنيين وتشير إلى أمرين الأول عدم ثقة مليشيات الحوثي بالحاضنة الشعبية وتعتبرها مصدرا مهما للمعلومات التي يحصل عليها الجيش الأمريكي متجاهلة القدرات العسكرية والتكنولوجية التي يمتلكها”.

كما تشير إلى أن “الضربات كانت قاسية على مليشيات الحوثي وأسفرت عن خسائر فادحة سواء في مخزونها من الصواريخ والمسيرات عن بعد أو في تحييد قيادات عسكرية كبيرة تتكتم عن الإعلان عن مصرعهم حتى الآن”، وفقا للحذيفي.

يشار إلى أن الاختطافات الحوثية طالت أيضا عشرات المدنيين في الحديدة وصنعاء والمناطق الواقعة بين محافظتي مأرب والجوف بشكل جماعي وعشوائي عقب الغارات الجوية والضربات الصاروخية الأمريكية منذ 15 مارس/آذار الماضي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى