تقنية

المطاعم الصينية في أمريكا.. رسوم ترامب تزيد تكلفة الوجبات


لا يقوى رواد المطاعم الصينية الأمريكيون على الاستغناء عن أطباق مثل دجاج كونغ باو، ونودلز دان دان، وغيرها من الأطباق الصينية المفضلة.

هذه الأطباق، اعتاد عليها المواطن الأمريكي لزمن طويل ترسخت به ثقافة الطعام الصيني في كبرى المدن والأحياء الأمريكية.

ومكونات هذه الأطباق، تتطلب مقادير صينية خالصة، تعتبر من بين عشرات المكونات الغذائية الأساسية المستوردة من الصين، والتي تُضاف إليها الآن رسوما جمركية لا تقل عن 145%.

ووضعت الرسوم التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا المطاعم الصينية في مأزق داخل الولايات المتحدة.

وبحسب واشنطن بوست، يخشى أصحاب المطاعم، الذين تعتمد قوائم طعامهم بشكل كبير على المكونات المستوردة، من إجبارهم على تقليص عروضهم، ورفع أسعارهم، وربط مستقبلهم بهوامش ربح ضئيلة بشكل متزايد.

ومما يزيد من هذه التحديات ما وصفته مؤلفة كتب الطبخ الصينية هسياو تشينغ تشو بأنه ضغط كبير على المطاعم الصينية لموازنة توقعات العملاء مع مراعاة الميزانية.

وقالت تشو، “لا يهم أين تسافر داخل أمريكا، يمكن أن تجد في أصغر المدن دائما مطعم صيني”. وأضافت، “لقد أصبح الطعام الصيني جزءًا لا يتجزأ من نسيجنا الأمريكي بمختلف الطرق والمستويات”.

وتعمل المطاعم بالفعل بهوامش ربح ضئيلة، تتراوح عادةً بين 3% و5%، ومن المرجح أن تتقلص هذه الهوامش أكثر مع تآكل صافي الربح بسبب الرسوم الجمركية.

ولا تؤثر الضرائب على الطعام فحسب، بل تنطبق أيضًا على أساسيات المطاعم غير الغذائية التي تأتي في معظمها من الصين، مثل أكياس وعلب الوجبات الجاهزة، وعبوات التوابل، وقفازات النتريل، تلك الأساسيات تعزز تجربة أصالة هذه الوجبات عند تقديمها.

ويقول أحد أصحاب المطاعم، وهو شونهي يان، أنه لم يشعر بتأثير الرسوم الجمركية حتى الآن، وقال “المخزون يكفي لستة إلى سبعة أشهر” – لكنه يخشى أن تؤدي الرسوم الجمركية على المدى الطويل إلى تقليص أرباح مطعمه “شيف يان”، وهو مطعم متخصص في أطباق سيتشوان في فيرفاكس، بولاية فرجينيا.

واعتاد يان على تخزين مكونات صلصة سيتشوان الحارة، أو مكونات مثل معجون الفاصوليا الحار والمخمّر، بكميات كبيرة لدرجة أنه يشتريها في حاويات الشحن.

ولكن مورديه حذّروه بالفعل من أن الأسعار سترتفع “كثيرًا” في المرة القادمة التي يطلب فيها طعامًا.

وقد أخبر واشنطن بوست، بعض أصحاب المطاعم الصينية، مثل يان، أنهم يفكرون في تقليص قوائم الطعام وتسريح الموظفين، نظرًا لأن الرسوم الجمركية تُثقل كاهل ميزانياتهم.

وقال يان إنه يقاوم هذه الخيارات في الوقت الحالي، ويأمل أن يمنحه الحفاظ على قائمة طعامه، إلى جانب جودة مكوناته وحجم حصصه، ميزة تنافسية عندما ترفع الشركات الأخرى أسعارها.

وتوجد مطاعم آسيوية في 70% من المقاطعات الأمريكية، وعادةً ما تكون صينية، تليها مطاعم يابانية وتايلاندية، وفقًا للرابطة الوطنية للمطاعم.

ويعكس هذا التشبع حقيقة أن أذواق الأمريكيين أصبحت أكثر عالمية بشكل واضح في السنوات الأخيرة، وهو التغيير الذي يرجعه محللو الصناعة إلى عوامل، بما في ذلك الهجرة والتحولات الديموغرافية والتعرض لثقافات ومأكولات متنوعة من خلال برامج الطبخ ووسائل التواصل الاجتماعي.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى