نووي إيران.. 4 ساعات «تشيد» جسر العبور إلى جولة ثالثة بعمان

وسط أجواء «إيجابية»، أسدل الستار يوم السبت، على الجولة الثانية من المباحثات الأمريكية – الإيرانية، والتي عقدت على مدى 4 ساعات في العاصمة الإيطالية روما.
مباحثات كانت «جيدة ومتطلعة إلى المستقبل»، بحسب وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي الذي قال عقب انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الأمريكي في روما: «لقد أجرينا اليوم حوالي 4 ساعات من المفاوضات. استكمالاً للاجتماع السابق».
وأضاف: تمكننا من التوصل إلى تفاهم أفضل بشأن عدد من الأهداف. وتم الاتفاق على استمرار المفاوضات، والانتقال إلى المرحلة التالية. لكي تتمكن اجتماعات الخبراء من البدء.
جولة ثالثة
وبحسب عراقجي، فإن محادثات فنية على مستوى الخبراء ستنطلق يوم الأربعاء المقبل، على أن تعقد الجولة الثالثة، يوم السبت القادم في عمان على مستوى كبيرَي المفاوضين، بحسب وكالة مهر للأنباء.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صرّح بأن جولة اليوم من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا جرت في أجواء بنّاءة وبوساطة وزير الخارجية العماني.
وأضاف بقائي أن الطرفين اتفقا على استئناف هذه المفاوضات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة على المستوى الفني، على أن تُستكمل يوم السبت القادم على مستوى كبيرَي المفاوضين.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة قد انطلقت ظهر اليوم السبت، في السفارة العمانية في روما.
وعقدت هذه الجولة، على غرار الجولة الأولى التي استضافتها مسقط، بشكل غير مباشر وبوساطة وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي.
وكانت الجولة الأولى من هذه المفاوضات قد عُقدت في مسقط، واستغرقت قرابة ساعتين ونصف.
ضغوط قصوى
وتعد المحادثات التي أجريت اليوم، ثاني اجتماع على هذا المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
واعتمد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى سياسة “ضغوط قصوى” حيال طهران، كان من أبرز محطاتها انسحابه من الاتفاق المبرم عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني أعاد ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” هذه.
وكشف ترامب في مطلع مارس/آذار، أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق.
وقال ترامب الخميس: “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
قرار مهم
وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل، العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.
في مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3,67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ “قرار مهم” بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
خطوط حمراء
وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية “خطوطا حمراء”.
وحذر عراقجي الجمعة من “تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية” بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.
وأكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز