سياسة إعلامية جديدة لصون اللهجة الإماراتية في الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي

في جلسة عقدها المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، جرت مناقشة سياسة الحكومة في تعزيز دور الإعلام الحكومي لتأصيل المحتوى وترسيخ الهوية الوطنية.
طرحت عضو المجلس، ناعمة عبدالله الشرهان، قضية صون اللهجة الإماراتية من التشويه، وسط التغيرات الثقافية المتسارعة وتعدد المنصات الإعلامية وزيادة أعدادها.
وأكدت الشرهان خلال الجلسة أن اللهجة الإماراتية والرموز الثقافية المحلية، بما فيها الزي والعادات والمفردات، أصبحت تتصدر المشهد اليومي في التسويق والترفيه، ووصفت ذلك بأنه أمر إيجابي في ظاهره، إلا أن في مضمونه تظهر بوادر تشويه لهذه الرموز، من خلال تقديمها بصورة سطحية أو استهلاكية تجارية لا تمثل أصالة الهوية الوطنية، ولا تعكس عمقها التاريخي والاجتماعي.
وشددت الشرهان على أهمية الاعتزاز باللهجة الإماراتية، التي وصفتها بأنها ذات طابع خاص، محذّرة من أن تقديم الإعلانات باللهجة المحلية من قبل غير المتقنين لها يشكل تشويهاً للهوية.
وأضافت: “لاحظنا الكثير من الإعلانات التجارية التي تتضمن مفردات يتم التقاطها من قبل الأطفال وتترسخ في ذاكرتهم، ولذلك يجب أن يتم النشر الإعلامي بالهوية والزي الإماراتي وبالمفردات الصحيحة، حفاظاً على اللغة والإرث”.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات استطاعت الوصول إلى العالمية والتنافسية، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجهها في الحفاظ على مكونات هويتها الثقافية.
من جانبه، قال الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، إن الجهات المعنية رصدت في فترات سابقة بعض المخالفات في نقل هوية دولة الإمارات بطريقة غير لائقة، سواء من خلال شركات أو أفراد، وتم اتخاذ إجراءات مخالفة بحقها.
وأوضح أن سياسة جديدة أُطلقت قبل نحو ثلاثة أشهر، تقضي بعدم السماح لأي شخص بالتحدث عن مشاريع باللهجة الإماراتية إلا إذا كان إماراتياً ويرتدي الزي الوطني، وذلك لضمان نقل الهوية الثقافية لمجتمع الإمارات بصورة صحيحة.
وفي هذا السياق، فإن القرار التنظيمي الذي أُشير إليه خلال جلسة المجلس الوطني الاتحادي والمتعلق بحماية الهوية الوطنية، لم يُفعّل بعد، وأن تطبيقه سيكون في المرحلة المقبلة.
ويستهدف القرار تنظيم المحتوى الإعلاني الذي ينشر أو يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل صناع المحتوى والمعلنين، ولا يشمل استخدام اللهجة الإماراتية في الإعلام بشكل عام، كما أشيع في بعض التفسيرات.
وبموجب القرار المنتظر تفعيله من قبل مجلس الإمارات للإعلام، يتعين على الجهات الراغبة في إنتاج إعلانات تتضمن الزي الوطني أو أي من الرموز المرتبطة بالموروث الثقافي والتراثي والحضاري للدولة، الاستعانة بمواطن إماراتي لأداء الإعلان، وذلك بهدف تعزيز الهوية الوطنية وضمان تقديم المحتوى بما ينسجم مع القيم الثقافية والمجتمعية لدولة الإمارات.
وناقش المجلس الوطني الاتحادي هذا التوجه ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى الحفاظ على الهوية وضمان تمثيلها بصورة أصيلة ومسؤولة في الفضاء الإعلامي الرقمي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز